حُقن إنقاص الوزن

عزيزي القارئ؛ لا يقتصر تأثير السمنة على المظهر فحسب، بل إنها تزيد من خطر الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية، ومن هنا جاءت أهمية المحافظة على الوزن المناسب، ولعلّ الرياضة والنظام الغذائي هما الحل الأول والأنسب لتقليل الوزن، ولكن مع تطور التكنولوجيا ظهرت طرق وعلاجات أخرى تساعد على تقليل الوزن، مثل حُقن إنقاص الوزن، إلا أنّها لا تُستخدم بشكلٍ عشوائي، وإنما تحت إشراف طبيب ومتابعته، فما هي أبرز أنواع حقن إنقاص الوزن؟ وما هي الفروقات بينها؟

يجيب د. نبيل الحسيني استشاري الجراحة العامة والسمنة والمناظير المتقدمة في هذا المقال عن هذه الأسئلة وأكثر.

حُقن إنقاص الوزن

حقيقةً؛ فإنّ هناك العديد من أنواع الحقن المستخدمة لإنقاص الوزن، إلا أنّ حقن ساكسندا (Saxenda) وحقن ويغوفي (Wegovy) هما فقط حصلوا على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للاستخدام بغرض تقليل الوزن فقط، والأنواع الأخرى مستخدمة لغايات طبية أخرى بشكلٍ رئيسي ويُستفاد من تأثيرها في تقليل الوزن، أو مستندة على التجارب ودراسات محدودة، وفيما يلي بيان ذلك بالتفصيل:

حقن ساكسندا (Saxenda)

المادة الفعالة فيها: ليراجلوتايد (Liraglutide).
آلية عملها: تقليل مستويات السكر المرتفعة من خلال تحفيز البنكرياس لإنتاج هرمون الإنسولين، إلى جانب إبطاء عملية الهضم وتقليل الشهية.
الأشخاص المؤهلين لاستخدامها: البالغين المُصابين بالسمنة ممن يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 فأعلى، أو من يملكون مؤشر كتلة جسم 27 فأعلى إلى جانب إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الدم أو السكري، أو الأطفال والمراهقين بين 12-17 عامًا ممن تبلغ أوزانهم 60 كيلوغرام فأكثر.
طريقة استخدامها: حقنة يومياً مع الطعام أو بدونه، وغالباً ما يتم البدء بجرعة 0.6 ملغرام، ومن ثم زيادتها تدرجيًا كل أسبوع وصولاً إلى 3 ملغرام يومياً في حال استلزمت الحاجة ذلك، ويُستخدم لفترةٍ أقصاها 12 أسبوع.
أبرز الأعراض الجانبية: قد تتسبب بأعراض جانبية خفيفة ومؤقتة تستمر بضعة أيام أو أسابيع.؛ والشائع منها

عسر الهضم.
آلام في المعدة، وحرقة.
انتفاخ وغازات.
تجشؤ وجفاف الفم.
الشعور بالإعياء والتعب.
تغييرات في حاسة التذوق.
الدوار.
الأرق؛ عادة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العلاج.
حصوات المرارة.
تهيج مكان الحقن.
تشويش الذهن.
نزول السكر.
ارتفاع إنزيمات الكبد.

فعاليتها: قد يؤدي لخسارة وزن تصل إلى ما نسبته 5% خلال 3 أشهر من بدء الاستخدام، ويجب أن يتم استخدامها بالتزامن مع ممارسة التمارين الرياضية والحفاظ على نظام غذائي متوزان.

ملاحظة: تمت الموافقة على ساكسندا لاستخدامه كعلاج للسكري، إلى جانب تقليل الوزن والوقاية من زيادته مرة أخرى.

حقنة ويغوفي (Wegovy)

المادة الفعالة فيها: سيماجلوتيد (Semaglutide).
آلية عملها: زيادة إفراز البنكرياس لهرمون الإنسولين وبالتالي خفض مستويات السكر في الدم، كما يساهم في تقليل الشهية ومنح الشعور بالشبع والامتلاء لفترةٍ أطول من الوقت.
الأشخاص المؤهلين لاستخدامها: المُصابين بالسمنة ممن يبلغ مؤشر كتلة الجسم لديهم 30 فأعلى، أو من يملكون مؤشر كتلة جسم 27 فأعلى إلى جانب إصابتهم بمرض ارتفاع ضغط الدم أو السكري.
طريقة استخدامها: حقنة أسبوعياً مع أو بدون الطعام، مع ضرورة أخذها في نفس الوقت من كل أسبوع، وعادةً ما يتم البدء بجرعةٍ مقدارها 0.25 ملغرام، ومن ثم زيادتها تدريجياً كل 4 أسابيع وصولاً إلى 2.4 ملغرام أسبوعياً في حال استلزمت الحاجة ذلك، وغالباً ما يتم استخدامه حتى 20 أسبوع، والاستمرار عليه لفترةٍ أطول في حال استفاد الشخص من تأثيره في تقليل الوزن.
أبرز الأعراض الجانبية: قد تتسبب بأعراض جانبية هضمية خفيفة ومؤقتة تستمر بضعة أيام أو أسابيع؛ منها:

الغثيان.
التقيؤ.
الإسهال.
الإمساك.
آلام المعدة.
الصداع.

فعاليتها: فعال، ويُعتقد بأنه قد يؤدي إلى خسارة أكثر من 10% من الوزن، وقد تسبب بخسارة أكثر من 20% من الوزن لدى البعض.

حقنة أوزمبك (Ozempic)

المادة الفعالة فيها: سيماجلوتيد (Semaglutide).
آلية عملها: زيادة إفراز البنكرياس لهرمون الإنسولين وبالتالي خفض مستويات السكر في الدم، كما يساهم في تقليل الشهية ومنح الشعور بالشبع والامتلاء لفترةٍ أطول من الوقت.
الأشخاص المؤهلين لاستخدامها: المصابين بالسمنة من مرضى السكري النوع الثاني ممن هم معرضين لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
طريقة استخدامها: حقنة واحدة كل 7 أيام، وغالباً ما يتم البدء بجرعة 0.25-0.5 ملغرام أسبوعياً، وزيادتها تدريجياً بحد أقصى 2 ملغرام أسبوعيًا، ويمكن ملاحظة تأثيره في تقليل الوزن خلال فترة 3-4 أشهر أو أطول من ذلك.
أبرز الأعراض الجانبية: الغثيان والتقيؤ والإسهال والإمساك وآلام المعدة.
فعاليتها: يؤدي لفقدان 5% من الوزن لدى المعظم، وقد تصل فعاليته إلى خسارة أكثر من 10% من الوزن لدى البعض.

ملاحظة: على الرغم من أن حقن ويغوفي وأوزمبك يحتويان على نفس المادة الفعالة؛ إلا أن هناك اختلافات بينهما، فإلى جانب الاختلاف في الأشخاص المؤهلين لاستخدامها، يُذكر بأنّ هناك اختلاف من حيث أعلى جرعة لكل منهما، فالحد الأعلى لجرعة حقن أوزمبك هو 2 ملغرام، في حين يبلغ 2.4 ملغرام لحقن ويغوفي، وقد وافقت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على استخدام أوزمبك لتقليل مستويات السكر ومضاعفاته بشكلٍ رئيسي، بينما ويغوفي بهدف تقليل الوزن.

حقن أكواليكس (Aqualyx)

المادة الفعالة فيها: حمض ديوكسي كوليك (Deoxycholic acid)، وهو مستخلص نباتي.
آلية عملها: الالتصاق بالرواسب الدهنية، وتفتيتها بشكلٍ تدريجي إلى أن يتخلص منها الجسم بصورةٍ طبيعية، وهذا ما يُمكن من استخدامها لتقليل الدهون في مناطق معينة وليس الجسم كاملًا.
الأشخاص المؤهلين لاستخدامها: المصابين بالسمنة ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و60 عامًا، ولا يُعانون من أي مشاكل مرضية أخرى.
طريقة استخدامها: غالباً ما يتم إعطاء الشخص ما مجموعه 2 -4 حقن في المنطقة، بحيث يفصل بين كل حقنة وأخرى 4-6 أسابيع.
أبرز الأعراض الجانبية: انتفاخ وكدمات واحمرار موقع الحقن، ولكنها ما تلبث أن تزول في غضون أيام قليلة.
فعاليتها: حقيقةً لن تكون هناك خسارة ملحوظة على الميزان خاصة في حال تم حقن منطقة واحدة، ذلك أن وزن الدهون تحت الجلد يحتل نسبة قليلة من إجمالي دهون الجسم، ولكن سيتغير شكل المنطقة التي تم حقنها، وسيُلاحظ بالنظر انخفاض كمية الدهون فيها.

حقن مونجارو (Mounjaro)

المادة الفعالة فيها: تيرزيباتايد (Tirzepatide).
آلية عملها: تحفيز الهرمونات بطريقةٍ تتسبب بتقليل الشهية، إلى جانب إبطاء عملية الهضم ومنح الشعور بالشبع لفترةٍ أطول.
الأشخاص المؤهلين لاستخدامها: مرضى السكري من النوع الثاني المصابين بالسمنة، وحقيقةً لم تحصل حقن مونجارو حتى الآن على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامه كعلاج لإنقاص الوزن، وما يزال حتى الآن مُستخدم بشكلٍ رئيسي لضبط مستويات السكر لدى المصابين بالنوع الثاني من السكري وممنوعة لمن يعانون من السكري من النوع الأول.
طريقة استخدامها: حقنة واحدة أسبوعياً، بحيث يتم البدء بجرعة مقدارها 2.5 ملغرامات أسبوعيًا لمدة 4 أسابيع، ومن ثم زيادتها تدريجياً بمقدار 2.5 ملغرام كل 4 أسابيع، ويمكن ملاحظة تأثيره في تقليل الوزن خلال مدة أقصاها 24 أسبوع.
أبرز الأعراض الجانبية:

الغثيان.
التقيؤ.
الإسهال.
الإمساك.
آلام المعدة.
عسر الهضم.

فعاليتها: قد يتسبب بفقدان ما نسبته 12-15% من الوزن في المتوسط، وقد تصل فعاليته لخسارة 20-25% من الوزن لدى البعض.

حقن فيكتوزا (Victoza)

المادة الفعالة فيها: ليراجلوتيد (Liraglutide).
آلية عملها: تقليل مستويات السكر المرتفعة من خلال تحفيز البنكرياس لإنتاج هرمون الإنسولين، إلى جانب إبطاء عملية إفراغ المعدة للطعام، كما أنها تمنع الكبد من إنتاج السكر.
الأشخاص المؤهلين لاستخدامها: مرضى السكري من الأطفال والبالغين والأطفال المصابين بالسمنة بدءًا من سن 10 سنوات.
طريقة استخدامها: حقنة يومياً، بحيث تكون الجرعة الأولية 0.6 ملغرام في الأسبوع الأول، و1.2 ملغرام يوميًا في الأسبوع الثاني، وقد تتم زيادتها فيما بعد إلى 1.8 ملغرام يومياً، ويمكن ملاحظة تأثيره في تقليل الوزن عند الاستمرار بأخذه لفترة 6-12 شهر.
أبرز الأعراض الجانبية:

الغثيان.
التقيؤ.
الإسهال
الإمساك.
عسر الهضم.

فعاليتها: تسبب خسارة حوالي 5% من الوزن خلال أول 3-6% من الاستخدام.

على الرغم من أنّ حقن فيكتوزا (Victoza) تحتوي على نفس المادة الفعالة الموجودة في حقن ساكسندا (Saxenda)؛ إلا أنّ حقن فيكتوزا (Victoza) لم تحصل حتى الآن على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لاستخدامه كإنقاص الوزن، وما يزال حتى الآن مُستخدم بشكلٍ رئيسي لضبط مستويات السكر لدى المصابين بالنوع الثاني من السكري ممن تبلغ أعمارهم 10 سنوات فأكثر.

تروليسيتي (Trulicity)

المادة الفعالة فيها: دولاجلوتايد (Dulaglutide).
آلية عملها: تقليل مستويات السكر المرتفعة من خلال تحفيز البنكرياس لإنتاج هرمون الإنسولين، إلى جانب تعزيز الشعور بالشبع.
الأشخاص المؤهلين لاستخدامها: مرضى السكري من الأطفال والبالغين والأطفال المصابين بالسمنة بدءًا من سن 10 سنوات.
طريقة استخدامها: حقنة أسبوعيًا، وغالبًا ما يتم البدء بجرعة 0.75 ملغرام، وفي الأسبوع التالي يتم زيادتها لتبلغ 1.5 ملغرام في حال بقيت مستويات سكر الدم مرتفعة، وبعد ذلك قد يتم زيادة الجرعة بمقدار 1.5 ملغرام إضافية كل 4 أسابيع في حال استلزم الأمر ذلك وما تزال مستويات السكر مرتفعة، على ألا تتجاوز الجرعة ما مقداره 4.5 ملغرام أسبوعيًا، يمكن ملاحظة تأثيره في تقليل الوزن خلال أسابيع من بدء استخدامه.

أبرز الأعراض الجانبية:
- الغثيان.
- التقيؤ.
- الإسهال.
- الإمساك.
- عسر الهضم.
- ألم البطن.
- الشعور بالتعب والإرهاق.
فعاليتها: تتسبب بخسارة حوالي 3 -4.5 كيلوغرامات من الوزن.

هل حُقن فيتامين ب-12 تستخدم لإنقاص الوزن؟

لا، إذ لا يوجد دليل علمي يؤكد فعاليتها عند استخدامها بغرض تقليل الوزن.

ملاحظة مهمة: يجب أن يكون استخدام حقن إنقاص الوزن بناءً على استشارة طبية فهناك موانع استخدام يحددها الطبيب خاصةً إذا كان الشخص يعاني من الأورام الصماوية المتعددة (Multiple endocrine neoplasia) H أو غيرها من اضطرابات الغدد والهرمونات كالدرقية وغيرها.