كيف نتعامل مع فشل العملية بسبب العادات الغذائية؟

هذه واحدة من أهم أسباب فشل عمليات السمنة، لأن الجراحة وحدها ليست كافية إذا لم يحدث تغيير جذري في العادات الغذائية. حتى بعد التكميم أو تحويل المسار، إذا استمر المريض في تناول كميات كبيرة، أو استهلاك سعرات عالية من السكريات والدهون، أو الأكل العاطفي، فسيؤدي ذلك إلى استعادة الوزن أو فشل فقدانه من البداية.

التقييم السلوكي والغذائي للمريض

قبل اللجوء إلى تعديل العملية، يجب إجراء تقييم شامل لسلوكيات الأكل، من خلال:
مذكرات الأكل اليومية لمعرفة أنواع وكمية الطعام المستهلك.
تحليل نمط الأكل العاطفي (مثل الأكل عند التوتر أو الحزن).
اختبار عادات الأكل السريع وعدم المضغ الجيد.
مراقبة استهلاك السعرات المخفية مثل المشروبات المحلاة والمأكولات السريعة.

إذا كان السبب الرئيسي لفشل العملية هو العادات الخاطئة، فيجب التركيز على التغيير السلوكي قبل التفكير في التدخل الجراحي مجددًا.

إعادة تأهيل المريض غذائيًا وسلوكيًا

إعادة التوجيه إلى نظام غذائي خاص بمرضى السمنة، يشمل:

• التركيز على البروتين أولًا في كل وجبة.
• منع المشروبات السكرية والعالية السعرات.
• الالتزام بـ وجبات صغيرة ومتباعدة.
• عدم الشرب أثناء الأكل لتجنب تمدد المعدة.

العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
يُعد من أكثر الطرق الفعالة لعلاج اضطرابات الأكل العاطفي والتخلص من العادات الغذائية السيئة.

إدخال النشاط البدني كعادة يومية

• 30-45 دقيقة مشي يوميًا على الأقل.
• تمارين المقاومة 3 مرات أسبوعيًا لمنع فقدان العضلات.

العلاج الدوائي في بعض الحالات

إذا كان هناك شراهة في الأكل أو مقاومة إنقاص الوزن، قد يتم وصف أدوية مثل:
GLP-1 Agonists مثل (Ozempic – Wegovy – Saxenda) للمساعدة في تقليل الشهية.
Orlistat لمنع امتصاص الدهون في حالات استهلاك دهون عالية.
Bupropion/Naltrexone (Contrave) للتحكم في الأكل العاطفي.

متى نلجأ إلى تعديل الجراحة؟

إذا فشل المريض في تعديل سلوكياته رغم برامج التغذية والعلاج السلوكي، قد يكون من الأفضل اللجوء إلى عملية تصحيحية، مثل:
تحويل التكميم إلى تحويل مسار إذا كان السبب هو تناول كميات زائدة.
تحويل المسار إلى تحويل ثنائي التقسيم (SADI-S) إذا كان السبب ضعف التقييد وضعف الامتصاص.
تضييق وصلة المعدة بالأمعاء في حالة توسعها بعد تحويل المسار.

لكن أي تعديل بدون تغيير السلوكيات الغذائية سيؤدي إلى الفشل مجددًا! لذلك، يجب أن يكون التقييم النفسي والسلوكي أساس أي قرار جراحي جديد.

الخلاصة

فشل العملية بسبب سلوكيات غذائية خاطئة يحتاج إلى تصحيح العادات وليس فقط التدخل الجراحي.
إعادة التأهيل الغذائي والسلوكي هو الحل الأول، والجراحة يجب أن تكون الخيار الأخير.
تعديل العملية يجب أن يكون مبررًا طبيًا وليس مجرد محاولة أخرى لإنقاص الوزن بدون تغيير في نمط الحياة.